تأثير الذكاء الاصطناعي على التوظيف: ماذا يعني ذلك للباحثين عن عمل؟

Free stock photo of 4k photo, 4k photos, 4k portrait

مقدمة: لماذا يتغيّر مشهد التوظيف الآن؟

أدخلت أدوات الذكاء الاصطناعي تغييرات سريعة على كيفية إعلان الوظائف، فرز السير الذاتية، تقييم المقابلات، وحتى اتخاذ قرار التوظيف النهائي. تبنّي الشركات لتقنيات مثل تقييم السير آلياً أو تحليل مقابلات الفيديو ارتفع خلال السنوات الأخيرة، مما جعل عملية البحث عن عمل تتطلّب استراتيجية جديدة من المتقدّمين.

التغير لا يقتصر على التكنولوجيا فقط بل يشمل أيضاً بيئة تنظيمية متسارعة؛ فالاتحاد الأوروبي وضع قيوداً جديدة على استخدامات عالية المخاطر للذكاء الاصطناعي في التوظيف، بما في ذلك حظر تقنيات «التعرّف على العواطف» واستخدام البيانات البيومترية بدون ضمانات، وذلك ضمن قواعد ستدخل حيز التنفيذ الكامل في الأعوام القادمة.

كيف يؤثر ذلك عملياً على الباحث عن عمل؟

1. فرز أولي آلي (ATS وLLMs)

العديد من الشركات تستخدم الآن نظم فرز السير الذاتية المعتمدة على قواعد أو نماذج لغوية لتقييم مبيعات المرشحين الأولية. هذا يعني أن تنسيق السيرة واستخدام كلمات مفتاحية متعلقة بالوظيفة لا يزالان مهمين، لكن هناك مخاطرة أيضاً في أن تبدو السيرة «مولدة آلياً» ما قد يوقظ الشك لدى بعض موظفي التوظيف. الباحثون أشاروا إلى زيادة أدوات الكشف عن محتوى مولَّد بواسطة نماذج مثل ChatGPT، وبعض الشركات تبلغ عن نسب ملفات يتم تمييزها كـ"مولَّدة آلياً".

2. تقييم المقابلات بالفيديو والتحليلات متعددة الوسائط

تستخدم بعض الأدوات تحليلات صوتية وبصرية للتنبؤ بملاءمة المرشح. دراسات حديثة تحذّر من أن هذه النظم قد تميّز سلباً ضد الناطقين بلكنات غير أميركية، أو الأشخاص ذوي إعاقات كلامية، لأنّ بيانات التدريب غير متنوعة بما يكفي. لذلك قد تواجه شريحة من المتقدمين خضوعاً لتقييم خاطئ يعتمد على تحليلات غير عادلة.

3. تحيزات جديدة تتداخل مع الحماية التقليدية

بجانب التحيزات المعروفة (اسم، سن، منشأ)، تظهر أبحاث جديدة عن تحيّز «تفضيل الذكاء الاصطناعي لنماذجه الخاصة» عندما يُستخدم نفس نوع النموذج على جانبي التقديم والتقييم، ما قد يمنح الأفضلية لمن يستخدم نفس أدوات الذكاء الاصطناعي التي يستخدمها المقيم. هذه الظاهرة قد تغيّر قواعد اللعبة في بعض المجالات.

نصائح عملية للباحث عن عمل — كيف تتكيّف وتبرز

  • استخدم الذكاء الاصطناعي كأداة، لا ككاتب بديل: استعن بأدوات الذكاء الاصطناعي لصياغة مسودات أو استخراج أفكار، لكن قم دائماً بتخصيص النص بأمثلة واقعية و"صوتك" الشخصي حتى لا تبدو سيرتك نمطية.
  • أدخل تفاصيل قابلة للتحقق: اذكر أرقاماً ونتائج محددة (نسب نمو، مشاريع محددة، أدوات استخدمت) لأنّ البيانات القابلة للقياس تسهّل التحقّق وتقلّل من الشك في الطابع المولد آلياً.
  • حضّر نفسك لأدوات المقابلة الآلية: جرّب تسجيل إجابات مقترحة بالفيديو أو الصوت قبل المقابلة واطلب مراجعة خارجية للتأكد من وضوح النطق وخلوّ الإجابات من صياغات "آلية" قد تُسّجل كسلبية.
  • اطلب معرفة أدوات التقييم وسياسات الخصوصية: في بعض نطاقات القضاء يطلب من أصحاب العمل إعلام المرشحين باستخدامهم للذكاء الاصطناعي في عملية التقييم أو الحصول على موافقتهم الصريحة—هذا مطلب مهم خاصة عند التعامل مع وظائف في أو لسوق الاتحاد الأوروبي.
  • بنِّ ملف إثبات مهني عملي (محفظة عمل): منح أصحاب العمل أمثلة عملية وروابط لمشاريع حقيقية أو تقييمات عملائك قد يوازن الاعتماد على التوصيف النصي وحده.
  • طوّر مهارات يصعب أتمتتها: الإبداع، التفكير النقدي، إدارة الفرق، وتواصل العلاقات هي ميزات بشرية يقدّرها البشر أكثر من الخوارزميات.

مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والتوظيف: دليل الباحث عن عمل - وظائف.net